مركبة أوروبا لاندر التابعة لناسا: كشف أسرار قمر المشتري

ناسا على وشك الشروع في مهمة مثيرة تهدف إلى كشف أسرار القمر الجليدي لكوكب المشتري، أوروبا. في عام 2024، ستطلق وكالة الفضاء يوروبا كليبر، وهي مركبة مدارية ستصل إلى كوكب المشتري في عام 2030 لاستكشاف سطح يوروبا ونشاط أعمدةه. الهدف الأساسي هو البحث عن الجزيئات العضوية والعلامات المحتملة للحياة. بعد الانتهاء بنجاح من المهمة المدارية، تخطط ناسا لإرسال مركبة الهبوط الأوروبية للهبوط على سطح القمر وإجراء تحليل أكثر تفصيلاً.

يعمل المهندسون في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL) بجد على تطوير مركبة أوروبا لاندر. وفي أغسطس، قاموا باختبار نموذج أولي لنظام الهبوط المقترح في بيئة محاكاة. يجمع هذا النظام المبتكر عناصر من بعثات الهبوط السابقة لوكالة ناسا مع مكونات جديدة خاصة بأوروبا. كما أن قدرتها على التكيف تمهد الطريق لمهمات مستقبلية محتملة إلى "عوالم المحيطات" الأخرى داخل نظامنا الشمسي.

منذ سبعينيات القرن الماضي، انبهر العلماء بقدرة أوروبا على إيواء الحياة. كشفت البيانات المستمدة من مجسات فوييجر التابعة لناسا عن وجود محيط سائل تحت القشرة الجليدية لأوروبا. إن انثناء المد والجزر للقمر، الناتج عن تفاعلات الجاذبية مع كوكب المشتري، يخلق نشاطًا حراريًا مائيًا يمكن أن يوفر الظروف اللازمة لازدهار الحياة. وقد اكتشفت البعثات اللاحقة نشاط عمود ووجود ثاني أكسيد الكربون والأملاح المعدنية على سطح يوروبا، مما يعزز الاعتقاد بصلاحيته للسكن.

للتنقل عبر تضاريس أوروبا الصعبة، استوحى مهندسو ناسا الإلهام من أنظمة الهبوط الناجحة المستخدمة في المهام السابقة. ستستخدم مركبة أوروبا لاندر نظام هبوط رافعة السماء مشابهًا لتلك المستخدمة من قبل مركبات كيوريوسيتي ومثابرة. يعتمد النظام على المظلات والصواريخ الرجعية ونظام البكرة لتسهيل الهبوط المتحكم فيه على سطح القمر.

يتميز نموذج أوروبا لاندر، الذي تم اختباره في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، بأربعة أرجل مجهزة بآلية تضمن الاستقرار أثناء الهبوط. تتميز كل ساق بنابض قوي ثابت، مما يوفر الجر والثبات عند هبوط مركبة الهبوط. الجزء السفلي من مركبة الهبوط محمي بحوض بطن، مما يحميه من المخاطر المحتملة. تقوم المستشعرات بتشغيل آليات القفل عند ملامستها للسطح، مما يؤدي إلى تأمين المفاصل الدوارة للساق وضمان الاستقرار.

يمكن تكييف هندسة الهبوط المبتكرة هذه، المصممة خصيصًا لأوروبا، لتناسب التضاريس الصعبة للأجرام السماوية الأخرى. وبينما تفكر وكالات الفضاء في إرسال بعثات مستقبلية إلى "عوالم المحيطات" داخل نظامنا الشمسي، قد يكون نظام الهبوط القابل للتكيف هذا لا يقدر بثمن.

في حين أن مركبة الهبوط الأوروبية لا تزال في مرحلة البحث، فإن مهمة مستكشف القمر الجليدي (JUpiter ICy Moon Explorer) (JUICE) القادمة التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ستوفر بالفعل رؤى قيمة. سوف يقوم JUICE بدراسة كاليستو وجانيميد ويوروبا، وهي الأقمار الجاليلية الثلاثة التي يشتبه في وجود محيطات تحت قشورها الجليدية. ستمهد البيانات الحيوية التي تم جمعها بواسطة كل من Europe Clipper وJUICE الطريق لمهمة Europe Lander، وتوجيه تحليل السطح، ومراقبة نشاط الأعمدة، واختيار مواقع الهبوط لمزيد من الاستكشاف العلمي.

مزيد من القراءة: [NASA Photojournal](https://photojournal.jpl.nasa.gov/)

أسئلة وأجوبة

1. ما هو الغرض من مهمة أوروبا كليبر التابعة لناسا؟

تهدف مهمة أوروبا كليبر إلى استكشاف القمر الجليدي لكوكب المشتري أوروبا، ومسح سطحه، وتحليل نشاط الأعمدة في البحث عن الجزيئات العضوية والعلامات المحتملة للحياة.

2. ما هي مركبة أوروبا لاندر، وماذا ستفعل؟

إن يوروبا لاندر هي مهمة مقترحة ستتبع يوروبا كليبر. هدفها هو الهبوط على سطح أوروبا لإجراء تحليل أكثر تفصيلاً، بما في ذلك فحص السطح واختيار الأهداف العلمية المحتملة.

3. كيف تقوم ناسا بتكييف أنظمة الهبوط السابقة لمركبة أوروبا لاندر؟

يقوم مهندسو ناسا بدمج عناصر من مهمات سابقة ناجحة، مثل نظام الهبوط "الرافعة السماوية" الذي تستخدمه مركبات كيوريوسيتي ومسبار بيرسيفيرانس. يستخدم هذا النظام المظلات والصواريخ القديمة ونظام البكرة لتمكين الهبوط المتحكم فيه على سطح أوروبا.

4. ما هي "عوالم المحيطات" في سياق استكشاف الفضاء؟

تشير "عوالم المحيطات" إلى الأجرام السماوية الموجودة في نظامنا الشمسي والتي يُعتقد أنها تحتوي على محيطات تحت قشورها الجليدية. أوروبا هو أحد الأمثلة على ذلك، حيث يُعتقد أن المحيط السائل موجود تحت سطحه.

5. كيف ستساهم مهمة JUICE القادمة في فهمنا لأوروبا؟

ستقوم مهمة Jupiter ICy Moon Explorer (JUICE) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية بدراسة أوروبا، جنبًا إلى جنب مع جانيميد وكاليستو، والتي يُشتبه أيضًا في وجود محيطات داخلية فيها. ستوفر البيانات التي جمعتها JUICE رؤى قيمة وستساعد في إثراء الاستكشافات المستقبلية، بما في ذلك مهمة Europe Lander.